عاجل : اكتشاف برديه تثبت ان الطنطاويين هما بناة الأهرامات الحقيقيين

الجزء الأول: الاكتشاف الأثري الصادم
في صباح يومٍ استثنائي، أعلن فريقٌ أثري مصري عن اكتشاف بردية فرعونية نادرة تحتضن مفاجأة من العيار الثقيل. تقع البردية داخل إناءٍ خزفي مُذهَّب تم انتشاله على أعماق تتجاوز خمسة أمتار في ضواحي مدينة طنطا بمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية. التفاصيل الأولى أشارت إلى أن النص يعود للعصر العتيق، وأن كتابته تُرجِع إلى مهندسين ينحدرون من مدينة طنطا قبل ثلاثة آلاف عام، وقد روى أصحاب الاختراع أنهم هم من أشرف على بناء الأهرامات وتشطيبها بأفخم المواصفات “سوبر لوكس على المفتاح”.
يتكوّن فريق العمل من باحثين من جامعة طنطا بمشاركة معهد الآثار القومي بالقاهرة، برعاية وزارة السياحة والآثار. يتزعم البعثة الدكتور عمرو عبد المنعم، رئيس قسم الآثار المصرية بجامعة طنطا، الذي سارع إلى عقد مؤتمرٍ صحفي فاجأ فيه الحضور بلقطات من البردية وجزء من الترجمة المبدئية.
قال الدكتور عمرو في افتتاح كلمته: “لقد غيّرت هذه البردية ما كنا نعرفه عن تاريخ بناء الأهرامات. لأول مرة تتحدث المصادر الأصلية عن مهندسين تحددت أسماؤهم ووُرِدت مواصفاتهم وطقوسهم قبل الإشراف على مشروع عمره ثلاثة آلاف عام.” وأضاف: “هذا الاكتشاف يضع مدينة طنطا على خارطة التاريخ المصري القديم كحاضنةٍ لمواهب هندسية عظيمة.”
الموقع الذي تنقب فيه البعثة يبعد نحو 20 كيلومترًا من ضفاف فرع دمياط في دلتا النيل. أظهرت الصور الميدانية خريطة حجرية محفورة بجانب الإناء الخزفي، تشير إلى شبكة طرق ومسارات مائية تربط مباشرة بالأراضي المحيطة بالجيزة. هذا التحديد الجغرافي يعزز الفرضية التي نشرتها البردية عن دور طنطا “المحورية” في نقل الأحجار من المحاجر وحتى موقع الأهرامات.
داخل الإناء، وُجد عدد من الأختام الطينية التي تحمل شعاراً هيروغليفياً مميزاً لمهرجان الهندسة السنوي في طنطا. الشكل الفني للاختام يشبه قواعد البناء المعروفة في العصر العتيق، لكن ما أثار الانتباه كان نقش صغير يجمع بين رموز طيبة (الأقصر) وطنطا، مما يدل على تعاون بين مركزين حضاريين في تلك الحقبة.
البردية نفسها صنعت من لحاء البردي الفاخر، مطبوعٌ عليها نصٌ مكون من 23 سطرًا، تُرجمت حتى الآن إلى ما يقارب 700 كلمة. المسودة الأولية ترجمت اسم القائد الهندسي “ممفيس بن طنط” ووصف مراحل بناء الهرم الأكبر بنظام الأقواس الحجرية والدعامات الخشبية المؤقتة، قبل أن يختم المقطع بالإشارة إلى عملية التشطيب الداخلية والخارجية: “تم تنعيم الجدران وتلميعها باستعمال مسحوق الأكسيد الأحمر وكربونات الكلس بهدف إعطاء الواجهة بريقاً أشبه بلمعان الشمس. ثم دهن سقف الممرات بمادة الزُلال العُسلي لإبعاد الرطوبة.”
ردود الفعل في الأوساط العلمية كانت مختلطة بين ذهول وترقب وتحفظ. فبينما تبارك جهات عدة الاكتشاف وتصفه بـ”أهم العثورات الأثرية في العصر الحديث”، تحفظ بعض كبار علماء المصريات على سرعة الإعلان قبل انتهاء مراحل الفحص الكربوني والمواد الصلبة. وهناك من طالب بتشكيل لجنة دولية لمعاينة البردية والتأكد من مدى أصالتها.
على مستوى الجمهور، تحولت الأحاديث الشعبية في طنطا إلى حالةٍ من النشوة بفخر أهالي المدينة، الذين يروّجون لفكرة إقامة متحفٍ خاصٍّ بإنجازات مهندسي طنطا القدماء. بينما بدأت الجهات الرسمية في دراسة إمكان تخصيص خط توريد سياحي يوفر رحلاتٍ منظمة من الجيزة إلى طنطا لمسار اكتشاف المصريات.
تبقى الأسئلة الأساسية معلقة: كيف احتفظ هذا النص بهذه الدرجة من الوضوح حتى الآن؟ وما الذي يخفيه الجزء غير المترجم من البردية؟ وكيف سيتعامل المجتمع العلمي مع إعادة كتابة تاريخٍ طالما كان محكوماً بروايات مجازية لا تشمل أسماء مهندسين محددين؟
سيتناول الجزء الثاني من هذا الخبر تفاصيل العثور على البردية بشكل أدق، مواصفات الإناء والأدوات المكتشفة، بالإضافة إلى شهادات الشهود والمصورين الميدانيين. تابعونا لاستكشاف مشهدٍ أثري يفتح أبوابًا جديدة أمام فهم الحضارة المصرية القديمة.
الجزء الثاني: تفاصيل العثور على البردية الفرعونية
موقع التنقيب الجغرافي والجيولوجي
في قلب دلتا النيل، وعلى بعد نحو 20 كم شمال غرب مدينة طنطا، استقر فريق التنقيب في بقعة أثرية يتميّز خاکها بتراكيب طينية غنية بالمعادن. الموقع يقع قرب ضفاف فرع دمياط، حيث تشكل الرسوبيات النهرية طبقات متعاقبة احتفظت بأدوات وآثار تعود للعصور المبكرة.
فحص الجيولوجيون الطبقات الأرضية باستخدام التصوير الجيوفيزيائي، ورصدوا جيوباً هوائية وتغيرات في الموصلية الكهربائية. هذه المؤشرات حفّزت الفريق على اختيار موقع الحفر بصورة دقيقة، حيث افترضوا وجود فواصل طبيعية تسمح بانجراف الأواني الخزفية إلى طبقات أقدم.
تحليل عينات التربة بين أن الطبقة التي احتوت الوعاء الخزفي يعود عمرها إلى العصر العتيق (حوالي 2700–2600 ق.م)، ويتوافق ذلك مع تواريخ بناء الهرم الأكبر.
مراحل الحفر والتنقيب
التسوية الأولية: بدأت البعثة بتسوية سطح الأرض ووضع شبكة إحداثيات مربعة مطبوعة عشرياً، لتوثيق مواقع الحفر بدقة تصل إلى سنتيمترات قليلة.
إزالة الطبقات السطحية: استخدمت الجرافات الخفيفة والكباش الأثرية اليدوية لإزالة التراب الطري بحذر، مع الحفاظ على العلامات المحتملة للأدوات القديمة.
اكتشاف الحفر الاستطلاعية: عند العمق الثالث متر، ظهرت شظايا فخارية خفيفة اللون، امتدّ اكتشافها إلى تشكيل “نواة” صلصالية دائرية.
الوصول إلى الإناء الخزفي: في عمق 5 أمتار، تبيّن وجود إناء خزفي مدهون بالذهب مطمور بصورة عمودية. وضع الفريق لوحاً معدنيّاً مرافقاً للإشارة إلى موقعه، وصورته بعدة زوايا.
الأدوات والأساليب الأثرية المستخدمة
جهاز التصوير الجيوفيزيائي (GPR) لتحديد الفراغات تحت الأرض.
منظار رقمي تحت الضوء القريب للكشف عن الكتابات الهيروغليفية على القشرة الطينية.
فرش ناعمة من شعر الماعز لإزالة الرواسب دون خدش السطح.
ملاقط دقيقة ومجهر حقل متنقل لفحص حبات التراب الدقيق.
طاولات تصوير متنقلة مع إضاءة LED عالية التباين لتوثيق كل مرحلة.
وصف الإناء الخزفي والبردية
الإناء عبارة عن فخارية أسطوانية بارتفاع 35 سم وقطر 25 سم، مغطى بطبقة معدنية غائرة إلى حد ما. عند فتح الغطاء بعناية، انطلقت رائحة خفيفة تشبه رائحة القطران القديم، وهو ما أكده تحليل العينات الكيميائية فيما بعد.
داخل الإناء وضعت لفائف بردية محمّلة بحشو من رماد عشبي يعمل كمادة واقية للرطوبة. البردية نفسها من لحاء جيد الجودة، يبلغ طول المخطوط المطحون 2.2 متر وعرض 25 سم. الحبر المستخدم ذهب إلى البني الغامق، مما يشير إلى خلطه مع مادة صمغية تمنع التبخر السريع.
إجراءات الحفاظ والتحليل الأولي
بعد استخراج اللفائف، انتقل الفريق مباشرة إلى خيمة الحفظ الميدانية حيث جرى:
قياس الرطوبة والحرارة في غرفة محفوظة تحت ضغط منخفض.
استخدام جهاز الأشعة تحت الحمراء للكشف عن الطبقات المخفية من النص.
أخذ عينات صغيرة (قطر 2 ملم) لفحص التكوين الكيميائي للحبر والبردي.
إرسال شظايا بسيطة إلى المعمل الوطني للكربون المشع لتحديد العمر بدقة.
شهادات فريق التنقيب
قالت الدكتورة نجلاء سمير، أخصائية ترميم القطع الورقية: “لم أتوقع أن تكون اللفائف محفوظة بهذا الجمال. الطبقة الصمغية الخفية حول البردي تشبه تقنية ‘الطلاء الواقي’ التي لم نسمع عنها في نصوص أخرى.”
وأضاف الدكتور ياسر الحلاّب، عالم الجيوفيزياء: “استُخدمت تقنيات مسح متطورة، ولكن الدهشة الحقيقية كانت في النتائج. لم يكن هذا مجرد وعاء دفني عادي، بل أشبه بصندوق ذكرى مخصص لتخليد إنجازات مهندسي طنطا.”
وصرّح مهندس المسح الميداني أحمد فتحي: “عندما رصدنا الفراغات تحت الأرض، ظننا أننا أمام مقابر صغيرة. لكن تفاصيل الشبكة المائية المبينة على الخريطة الحجرية قرب الإناء أكدت أن الأمر يتعلق بلوجستيات بناء ضخمة.”
التحديات والمفاجآت أثناء العملية
رغم التنظيم الدقيق، واجه الفريق:
تسرّب مياه جوفية: ما اضطر إلى ضخ ما يزيد عن 10 آلاف لتر قبل استكمال الحفر.
تداخل الطبقات الأخيرة: مما إيجاد مؤشرات غير متجانسة آثارها على قراءات GPR.
تہرّم بعض الكتابات: بسبب تعرض البردية لجزء من الماء قبل دفنها.
ورغم هذه العقبات، سطَّر الحفر خطوات موثقة بالفيديو والصور عالية الدقة، لضمان الشفافية أمام اللجان العلمية اللاحقة.
تابعونا في الجزء الثالث لاكتشاف مقتطفات مترجمة من نص البردية وتحليلات الخبراء حول تقنية الكتابة والرموز المستخدمة، إلى جانب الكشف عن أسماء مهندسي طنطا الأقدمين
الجزء الثالث: مقتطفات مترجمة من نص البردية وتحليلات الخبراء
مقتطفات مترجمة من البردية
“بدأنا العمل في اليوم الثالث من شهر آخت، حين هبت رياح خفيفة من الشمال الدافئ. اجتمع ممفيس بن طنط وحتوحي بن طنط بإشراف الكهان لقراءة دعاء الحجر، فبثّوا في كلماتهم روحاً تمكّننا من رفع أول لوح صخري نحو السماء.”
“استمرت جهودنا ثلاثة فصول زراعية، قُسّمت إلى وحدات عمل: فريق قطع الحجر، وفريق نقله بالقوارب، وفريق الرفع على الزلاجات الخشبية المشحمة بزيت التمر الهندي.”
“عند الانتهاء من الهيكل الأساسي، بدأنا عملية التشطيب. جُمع مسحوق الأكسيد الأحمر من قبور مدينة طيبة، ونقعناه بزيت اللوز لإكساب الواجهات لوناً يشهد عليه الزمن.”
“في الليلة الرابعة من الشهر الأخير، أطلقنا عيد ‘محفل الشيادين’ على شرف فرعون الأرض والسماء. وزّنّا الممرات بأعمدة نحاسية مطعّمة بالأحجار شبه الكريمة لإضفاء وهجٍ سماوي للمسارات الداخلية.”
أسلوب الكتابة والرموز الهيروغليفية
تتميز البردية بأسلوبٍ شعري رصين، يتخلله تكرار مقاطع صوتية (جناس) لاستحضار الإيقاع الطقسي، كما تظهر توظيفات بلاغية مثل الاستطراد والتشبيه في جمل متعددة. على سبيل المثال، استعارة «الحجر كقلب الأرض» تتكرر في أربعة مواقع لبيان ثِقَل المادة وأهميتها.
الرموز الهيروغليفية المرافقة للنص تضم:
رمز العجلة المزدوجة للطرق: يمثل شبكات النقل واللوجستيات.
رمز النفرتيتي محاطاً بقرنان أبوسوم: إشارةً إلى الوفرة والجمال.
رمز البردي المشطوب بثلاث خطوط: دلالة على الكتابة السحرية والحماية.
رمز الفرعون الواقف فوق هضبة: إيحاء بسيطرة المهندسين على التضاريس الطبيعية.
الألوان المستخدمة في النقش تظهر خبرة فائقة في توازن الألوان: الأحمر الداكن لتمثيل الصلابة، والأزرق الفاتح للسماء وحرية الحركة، والذهبي للقداسة والألوهية التي ارتبطت برفع المبنى.
تحليلات خبراء المصريات
قالت الدكتورة سارة الشاذلي، أستاذة علم النقوش بجامعة القاهرة: “هذه البردية تكشف عن منظومة فكرية مميزة تجمع بين الطقوس الدينية والفنون الهندسية. لم أجد أي نص آخر يجمع بين كل هذا القدر من التفصيل في مراحل البناء وطقوس الاحتفال، خصوصاً مع ذكر أسماء مهندسين بعينهم.”
أوضح الدكتور يوسف التهامي، أخصائي علم اللغة المصرية القديمة بمعهد الدراسات النيلية: “لغة البردية تحمل سمات إقليمية واضحة، حيث توجد قواعد صرفية وتركيبية تتفق مع لهجات دلتا النيل. استخدام تعابير مثل ‘فرح العرش’ و‘عيد المجد’ لم يظهر في برديات طيبة أو منف، مما يؤكد مركزية طنطا في هذا النص.”
وأضاف الدكتور كريم مصباح، مهندس معماري متخصص في الآثار: “المعلومات التقنية دقيقة إلى حد مذهل. ذكر القطران الأوسط كمادة تشحيم واستخدام الدعامات الخشبية المؤقتة يطابق ما توصلنا إليه في تجارب إعادة الإعمار الحديثة. هذه التفاصيل تدل على مستوى عالٍ من الاحتراف، يفوق حتى ما ذُكر في نصوص رع-حتب ومرنبتاح.”
الأسماء والألقاب الهندسية المكتشفة
البردية تذكر 12 اسماً بارزاً ضمن هيئة المهندسين الرئيسيين، من أبرزهم:
ممفيس بن طنط (المشرف العام).
حتوحي بن طنط (مسؤول الجداول المائية).
نزرتيتي بنت بانت (مديرة فريق النقش والزخرفة).
إبوكو بن إرف (خبير الأساسات والدعائم).
خنوم مونت (رئيس طاقم الطلاء والتلميع).
كل لقب يعكس وظيفة محددة، مع إضافة كلمة “سيوت” التي تعني “النخبة”، مما يضفي طابعاً رسمياً على الهيكل الإداري للمشروع.
تابعوا معنا في الجزء الرابع من الخبر، حيث سنتناول تفصيلاً كيف خطط مهندسو طنطا لبنائها من البداية حتى التشطيب “سوبر لوكس على المفتاح”، وسنسرد التقنيات المبتكرة والتحديات التي واجهوها أثناء تنفيذ المشروع
الجزء الرابع: تصميم الأهرامات وتشطيبها “سوبر لوكس على المفتاح”
خطة التصميم الأولية
في مستهل العمل، عقد مهندسو طنطا اجتماعات مكثفة لتقسيم المشروع إلى سبع مراحل رئيسية، تبدأ بتحديد المحاور الجغرافية وتنتهي بلمسات التشطيب الأخيرة.
استخدم الفريق تقنية ربط النقاط الفلكية (النجوم القطبية وكوكب سيرس) لضبط اتجاه المحاور بشكل دقيق يضمن توافق القاعدة مع دوائر العرض والخطوط الطولية.
وضعت رسومات أولية على ألواح حجرية صغيرة، ضمت خرائط ثلاثية الأبعاد مصغرة للأهرامات الثلاثة، موضحة ارتفاع كل هرم وزواياه مع الأخذ في الحسبان ميل الشمس الصيفي والشتوي.
الابتكارات التقنية في مراحل البناء
قبل الشروع في القطع والحفر، ابتكر مهندسو طنطا نظام “المصعد المائي” الذي استند إلى القنوات المملوءة بالماء لتسهيل رفع الألواح الحجرية الضخمة قدر وزنها 2.5 طن.
وضعوا أنابيب خشبية مسطحة داخل الترع، لتوجيه تيار الماء نحو استقامة الزلاجات.
دمجوا آلية البكرات الخشبية المزدوجة على أعلى المنحدرات، ما خفّض الجهد البدني المطلوب بنسبة 40%.
وظفوا تقنية التوازن المائي عبر خزانين متصلين، لضبط الارتفاع النهائي لكل قطعة حجر دون اللجوء إلى السقالات الخشبية العالية.
المواد والأدوات المستخدمة
لتحقيق التشطيب “سوبر لوكس”، استعان مهندسو طنطا بخامات فريدة:
العنصر | وظيفة في المشروع | مصدره |
---|---|---|
مسحوق الأكسيد الأحمر | إضافة طبقة لونية ناعمة للواجهات | محاجر طيبة في صعيد مصر |
زيت التمر الهندي | تشحيم الزلاجات وتقليص الاحتكاك | مزارع الواحات الغربية |
أعواد البلوط | دعائم مؤقتة للأقواس الخشبية | غابات شمال الدلتا |
معدن النحاس | تكسية الأعمدة الداخلية وحمايتها من الرطوبة | مناجم في سيناء |
مقارنة مع الأساليب التقليدية
الجانب | تقنيات مهندسي طنطا | الأساليب التقليدية |
---|---|---|
رفع الحجر | مصاعد مياه وبكرات مزدوجة | زلاجات خشبية وشد حبال يدوية |
ضبط المحاور | رصد نجمي ومحاور ثلاثية الأبعاد على الحجر | الاعتماد على الشمس وظلالها |
التشطيب الخارجي | مسحوق أكسيد مخلوط بزيت اللوز ومطاعم نحاسية | تلميع بالحجر الرملي دون إضافة لونية |
حماية الداخل | دهن بزلال عسلي مقاوم للرطوبة | ترك الحجر مكشوفاً إلى الطقس الطبيعي |
شهادات الخبراء والمتخصصين
قال المهندس المعماري الدكتور حسام زكي، أستاذ في كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية: “إن الجمع بين الرفع المائي وتقنيات البكرات يدل على فهم متقدم للميكانيكا والهيدروليكا قبل ثلاثة آلاف عام. هذا المستوى من الإبداع تفوق به على نصوص وممارسات عصر الأسرة الرابعة.”
أضافت الدكتورة ليلى فارس، خبيرة ترميم المباني الأثرية: “طبقة الزُلال العسلي المدمجة في السقف أثبتت كفاءتها في اختبار الرطوبة، فهي تماثل اليوم مواد عازلة متقدمة. من الواضح أن مهندسي طنطا كانوا يملكون خبرة كيميائية متطورة للغاية.”
وفي حديث خاص، أوضح أستاذ الجيولوجيا الدكتور محمد عبد الستار: “اختيار صخور بعينها من ثلاثة محاجر مختلفة يمنح الأهرامات تدرجاً لونياً مقصوداً. هذه الفلسفة الجمالية لم تظهر في أي مشروع سابق بها طابع عملي فقط.”
في الجزء الخامس والأخير، سنتناول ردود الأفعال الرسمية والعلمية، آفاق المتحف الجديد في طنطا والمشروعات السياحية المزمع إطلاقها، إضافةً إلى تساؤلات حول تأثير هذا الاكتشاف على فهمنا للحضارة المصرية القديمة. تابعونا لاستكمال الحلقة الختامية من هذه السلسلة الأثرية.
الجزء الخامس: ردود الأفعال وآفاق الاكتشاف
الردود الرسمية والعلمية
في أعقاب الإعلان الرسمي، أصدرت وزارة السياحة والآثار بياناً أكدت فيه دعمها الكامل للبعثة الأثرية، وتعهّدت بتمويل كامل لإجراءات الترميم والتحليل العلمي للبردية والوعاء الخزفي.
مجلس الآثار الأعلى شكل لجنة وطنية تضم ممثلين عن جامعة طنطا، معهد الآثار القومي، والأكاديمية الأمريكية للآثار المصرية، بهدف:
التحقق من صحة التواريخ والمواد المستخدمة عبر تقنيات متقدمة.
إعداد تقرير مشترك يُعرض على اليونسكو قبل نهاية العام.
تنسيق زيارات ميدانية للخبراء الدوليين لضمان الشفافية العلمية.
على الصعيد الأكاديمي، شهدت الجامعات المصرية والعالمية ندوات طارئة لمناقشة ما جاء في البردية من تفاصيل، وما قد يعيد كتابة جزءٍ من تاريخ بناء الأهرامات. بعض العلماء رحّبوا بالاكتشاف واعتبروه “نقلة نوعية في فهم بنية الإدارة الهندسية القديمة”. بينما أبدى آخرون تحفظاً بانتظار نتائج الكربون المشع ومراجعة المعادن والمواد المستخدمة.
المتحف الأثري الجديد في طنطا
تستعد محافظة الغربية لإطلاق مشروع متحفٍ أثري متكامل في قلب مدينة طنطا، ليكون أول متحف مخصص بالكامل لإنجازات مهندسي طنطا في العصور الفرعونية. يشتمل المتحف على:
القسم | محتوى المعرض | الميزة المبتكرة |
---|---|---|
قاعة الاكتشاف | نموذج مصغر لموقع الحفر والإناء الخزفي | عرض تفاعلي بتقنية الواقع المعزز |
جناح نصوص البرديات | نسخ مترجمة من بردية ممفيس بن طنط | أجهزة قراءة تتيح الكشف عن الطبقات المخفية |
معرض الأدوات الهندسية الفرعونية | أدوات قطع الحجارة والخرائط الحجرية | ورش تفاعلية لصناعة نماذج بالحجم الطبيعي |
ردهة الاحتفالات والطقوس | عروض مسرحية تمثيلية للاحتفال بعيد “محفل الشيادين” | مسرح هرم خلفي وشاشات بانورامية |
يفتح المتحف أبوابه للزوار نهاية العام القادم، ويتوقع أن يستقبل نحو 200 ألف زائر سنوياً، ما يعزز من حركة السياحة داخل الدلتا ويخلق آلاف فرص العمل المحلية.
المشروعات السياحية المزمع إطلاقها
تستعد هيئة تنشيط السياحة لتدشين باقات سياحية متخصصة تستهدف شرائح متعددة من الزائرين:
جولات “من الجيزة إلى طنطا”: تشمل زيارة الأهرامات ثم المتحف الجديد وجولة في المدينة العتيقة.
ورش عمل للحفر الافتراضي وصناعة البرديات: موجهة للطلاب والباحثين الشباب.
“رحلة مهندسي طنطا”: برنامج يتضمن محاضرات ميدانية على طول فرع دمياط، يعرض تقنيات النقل والبناء القديمة.
مهرجان سنوي بعنوان “أيام طنطا الأثرية”: يشتمل على معارض بيع الحرف اليدوية المحلية وعروض فلكلورية مستوحاة من طقوس البناء الفرعونية.
تساؤلات وتأثير الاكتشاف على فهم الحضارة المصرية
يعيد هذا الاكتشاف فتح باب النقاش حول عدة محاور تاريخية:
هل كانت الدلتا ولايات إدارية مستقلة تساهم بموارد وبشر في مشاريع الدولة المركزية؟
مدى دقة التوثيق الهندسي القديم مقارنة بأساليبنا المعاصرة.
دور الاختصاصات الكيميائية والميكانيكية في المعمار الفرعوني، وما إذا كان هذا التقدم الهندسي قد انتقل لاحقاً إلى حضارات أخرى.
كذلك يُثار السؤال حول كيفية دمج المعلومات الجديدة في المناهج الدراسية المصرية للعصور القديمة، وكيفية تنمية وعي الأجيال القادمة بأهمية الإرث الهندسي الفريد لمناطق الدلتا.
الخاتمة
يمثّل اكتشاف بردية ممفيس بن طنط نقطة تحول في كتابة تاريخ الهندسة المعمارية الفرعونية. ليس فقط لأنها تسلط الضوء على أسماء محددة لمهندسين بدؤوا المشروع وأنهوه وفق خطط محكمة، بل لأنها تكشف عن منظومة متكاملة من الطقوس والعلوم التطبيقية التي طالما أخفتها الروايات العامة.
مع افتتاح المتحف وإطلاق البرامج السياحية المتخصصة، تتهيّأ طنطا لتكون وجهة أثرية جديدة تترجم فخر الماضي إلى واقع اقتصادي وثقافي نابض. يبقى الأثر الأكبر لهذا الاكتشاف مرتبطاً بقدرتنا على استثمار المعرفة المنقحة لاستلهام روح الابتكار التي سادت تلك الحقبة، وإعادة إحياء شغفنا بفهم الحضارة المصرية بشكل أعمق وأشمل.
تعليقات
إرسال تعليق